يطل علينا شهر رمضان حاملاً معه الخير والبركة والعطايا ليعطينا فرصة جديدة ومناسبة لكل مسلم لكي يُعيد تقييم نفسه وتقييم حياته ليبدأ من جديد نحو التغيير الإيجابي من الداخل والخارج.
كثير من المسلمين في رمضان يمارسون عادات وروتين مماثل ككل رمضان، قد يكون لديهم نفس جدول التراويح، أو قراءة كميات مماثلة من القرآن أو أداء عبادات متشابهة ككل رمضان. وينتهي بهم المطاف بالخروج من رمضان إلى حد كبير كما فعلوا في العام السابق دون أي تغيير في حياتهم.
تخيل لو أن صديقك المفضل جاء إليك بعد رمضان وسأل: “كيف كان رمضان؟” وكان أول رد فعل على ذهنك هو “لقد كان نقطة التحول والتغيير في حياتي”.
لماذا رمضان؟ هناك سمات تجعله أهلاً ليكون شهر التغيير ومن هذه السمات أنه يعلمنا الإنجاز وتنظيم الوقت حيث كل الأمة الإسلامية تجتمع على المائدة في موعد واحد في السحور والفطور، وكذلك في صلاة التراويح الكل يقف لأدائها في موعد واحد، هذا كله كفيل وخلال ثلاثين يومًا أن يعودنا على مسألة تنظيم الوقت التي تعتبر من أهم الأمور لتغيير أنفسنا. وليس ذلك فحسب بل ثلاثون يومًا كفيلة بأن تجعل أداء المهام عادة تستمر عليها حتى بعد رمضان.
إليك بعض النصائح لتجعل رمضان نقطة البداية في التغيير:
تخيل رمضان هذا العام كما لو كان آخر رمضان لك. ليس هناك ما يضمن أنك ستعيش رمضان في العام المقبل، لذا استعد لرمضان هذا العام وفق هذا المبدأ. هذه هي المرة الأخيرة التي ستتمكن فيها من صيام هذا الشهر المبارك، كذلك تعامل مع صلاة التراويح في جماعة كأنها الأخيرة.
هذا النوع من التخيل يخلق لديك الإصرار والجد والاجتهاد وتشجيع نفسك، ستتغير أولوياتك. من المؤكد أن تقربك من الله سيزداد وسوف يزداد خشوعك في صلاتك، نهجك في فهم آيات القرآن سيتغير وإدراكك لأهمية الوقت كذلك.
لتوضيح هذه النقطة أكثر، تخيل حين يخطط قريب لك يعيش في الخارج لزيارتك. ويخبرك قريبك أن هذه ستكون الرحلة الأخيرة إلى مدينتك. ستتخيل أنك تخطط لبقاء هذا القريب مزيد من الوقت عندك. سوف تغتنم هذه الفرصة لقضاء معظم الوقت معه.
عامل رمضانك بنفس الطريقة، هذا سوف يغير لديك الكثير من المفاهيم في الحياة ليس على المستوى الديني فحسب بل على كل المستويات.
تحديد الأهداف هو شيء نقوم به جميعًا. سواء كانت قرارات شخصية أو أهداف أداء لوظائفنا أو التخطيط لحياتنا. والمثير للدهشة أن هناك من المسلمين من لا يضعون أهدافًا أو يخططون لعبادتهم في شهر رمضان. تذكر أنه إذا لم تحدد أهدافًا، فلا يمكنك قياس نفسك.
خصص بعض الوقت الآن لتحديد بعض الأهداف من حيث ما تريد تحقيقه خلال هذا الشهر. ومن هذه الأهداف، ضع خطة صغيرة تحتوي على أهداف تنوي تحقيقها. على سبيل المثال، إذا كان هدفك هو تلاوة القرآن خلال شهر رمضان وختمه في رمضان، فربما تكون خطتك هي تقسيم الأجزاء إلى جزء واحد تقريبًا في اليوم. وربما بشكل يومي، تقرأ 20 دقيقة بعد الفجر، و20 دقيقة أخرى قبل الظهر، و20 دقيقة أخرى بعد المغرب. وربما في الأيام التي لديك المزيد من الوقت، تقوم ببعض القراءة الإضافية لتعويض الأيام التي تخلفت فيها.
جرب تحديد الأهداف والتخطيط على هذا المستوى وستلاحظ فرقًا ملحوظًا. كما يقولون (إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل).
لتحقيق الأهداف التي حددتها خلال هذا الشهر المبارك، يجب بالتأكيد أن تأتي مع بعض التضحيات. يجب أن نفكر في التخلص من كل ما يضيع وقتنا. وهذا يشمل التقليل من مشاهدة التلفاز، والمحادثات غير المفيدة مع أصدقائنا، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مبالغ.
حاول أن تخلق جوًا في منزلك يشجعك على تحقيق أهدافك. يمكن أن يشمل ذلك إغلاق التلفاز والإنترنت والابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي. أيضًا قم بتغيير الجدول الزمني في المنزل بحيث يكون لدى الأسرة الوقت لقراءة القرآن معًا أو صلاة التراويح معًا.
استنادًا لما سبق، ينبغي علينا أن نجعل رمضان نقطة انطلاق لتنقية أنفسنا وشخصيتنا، والابتعاد عن أي شيء خاطئ قد نقوم به، والبدء في ممارسة أي شيء يستحق الثناء.
لدينا شهر لتدريب أنفسنا على القيام بذلك، شهر يتضاعف فيه الثواب لكل الأعمال الصالحة، لنبدأ في استغلاله لتعويد أنفسنا على العادات الحسنة ونجعله نقطة الانطلاق نحو التغيير الحقيقي.
لمعرفة آخر المنتجات والخدمات التي نقدمها في شركة الخبرات الذكية تابعنا على موقعنا الإلكتروني