[email protected] 9876543219

الكفاءة الذاتية، المصادر الأربعة لتحقيقها لدى الأفراد

تعد الكفاءة الذاتية، أو الثقة كما تُعرف عمومًا، واحدة من أكثر نماذج علم النفس التمكينية التي تم تبنيها في علم النفس الإيجابي. حيث تُعرف على أنها الإيمان الذاتي المتفائل بكفاءتنا أو فرصنا في إنجاز مهمة ما بنجاح وتحقيق نتيجة إيجابية[1]

من المؤكد أن الكفاءة الذاتية تستحق عناء امتلاكها، فكما قال هنري فورد في عبارته الشهيرة: سواء كنت تعتقد أنك تستطيع فعل ذلك أم لا، فأنت على حق[2]. وقد فهم غاندي تمامًا الدور المحوري الذي يلعبه الإيمان بالذات في حياتنا:

وكما قيل “راقب معتقداتك لأنها ستصبح أفكارك. وراقب أفكارك لأنها ستصبح كلماتك. وراقب كلماتك لأنها ستصبح أفعالك. وراقب أفعالك لأنه ستصبح عاداتك. وعاداتك ستصبح قيمك. وقيمك ستحدد مصيرك”

تلعب الكفاءة الذاتية دورًا رئيسيًا في تحديد فرصنا في النجاح؛ في الواقع، يصنف بعض علماء النفس الكفاءة الذاتية على أنها أهم من الموهبة في الوصول إلى النجاح. حيث أننا بحاجة إلى إعطاء اهتمام خاص للكفاءة الذاتية عند تحديد الأهداف؛ للتأكد من أن معتقداتنا حول الفعالية تتماشى مع أهدافنا ولا تعمل ضدها.

إذن من أين تأتي الكفاءة الذاتية؟ وكيف يمكن تعزيزها لدى الفرد؟ تقدم لك شركة الخبرات الذكية المصادر الأربعة التي قام مؤسس نظرية الكفاءة الذاتية، ألبيرت باندورا، بتسميتها لمعتقدات الفاعلية.[3] (Miriam Akhtar – What is Self-Efficacy, Sources of Self-Efficacy 2008)

  1. تجارب التفوّق

يقصد بتجارب التفوق هي تلك التجارب التي نكسبها عندما نواجه تحدياً جديداً وننجح[4]. حيث إن أفضل طريقة لتعلم أو اتقان مهارة لابد أن يكون من خلال الممارسة؛ ويرجع أسباب نجاح هذه العملية إلى أننا نُلهم أنفسنا أننا قادرون على اكتساب مهارات جديدة وممارستها بكفاءة عالية.

حيث تعتمد قوة تجارب التفوق التي تساهم بزيادة الكفاءة الذاتية على عدد من العوامل منها: مدى صعوبة المهمة ومقدار الجهد المبذول ومقدار الدعم الخارجي المقدم والظروف التي يتم تنفيذ المهمة في ظلها.

  1. التجارب التبادلية (غير المباشرة)

تحدث التجربة التبادلية من خلال مشاهدة الآخرين وخاصة ممن نعتبرهم قدوات بالنسبة لنا، حيث يصبح بوسع الأشخاص اكتساب معلومات غير مباشرة عن تجارب الآخرين “الناجحة والفاشلة”، والتي تلعب دوراً مهماً في إيمانهم بقدراتهم الشخصية[5].

لقد وجد فيرسلاند[6] أن “المدرب الفائز، إذا بدا وكأنه يتمتع بكفاءة مماثلة للمتدرب الناشئ، فإن المتدرب سيسعى إلى تكرار الجهود والاستراتيجيات لتحقيق نفس النجاح”

  1. الإقناع اللفظي

يمكن للأشخاص المؤثرين في حياتنا مثل الآباء أو المعلمين أو المدراء أو المدربين أو من نعتبرهم أبطالنا وقدوة لنا يساهمون في تقوية معتقداتنا بأن لدينا ما يلزم لتحقيق النجاح. إن وجودنا حول أشخاص يساهمون في إقناعنا بأننا نمتلك القدرات اللازمة لإتقان أنشطة معينة يعني أننا على الأرجح سنستمر في بذل الجهود أكبر لإنجاز هذه الأنشطة عند ظهور المشاكل أثناء تنفيذها لا قدر الله. (Miriam Akhtar – What is Self-Efficacy, Sources of Self-Efficacy 2008)

  1. الحالات العاطفية والفسيولوجية

ستؤثر الحالة النفسية والعاطفية التي تعيش فيها على كيفية حكمك على كفاءتك الذاتية. فالاكتئاب، على سبيل المثال، يمكن أن يضعف الثقة في قدراتنا على تنفيذ الأنشطة والأعمال، ويدفعنا الى الانطواء والابتعاد عن الأخرين مما يساهم في تدني جودة أعمالنا وقدرتنا على تنفيذها. ويتم تفسير ردود فعل الإجهاد أو التوتر على أنها علامات على الهشاشة تجاه الأداء الضعيف، وبمعنى أخر كلما زاد الإجهاد والتوتر تدنى مستوى الأداء، بينما تعزز المشاعر الإيجابية ثقتنا في مهاراتنا؛ فالشعور بالتفاؤل لحظة الاستيقاظ يجعلنا ننظر إلى أنفسنا باحترام خلال يوم العمل. (Miriam Akhtar – What is Self-Efficacy, Sources of Self-Efficacy 2008)

هنا بعض النصائح السريعة لتحقق الكفاءة الذاتية:

  • اعرف مهاراتك: ببساطة، حدد ما يمكنك وما لا يمكنك القيام به، يمكنك التركيز على نقاط ضعفك لاكتساب مهارات جديدة، أو التركيز على ما تمتلكه من مهارات واتقانها.
  • تجاهل اخفاقاتك السابقة: إذا كان لديك سلسلة من الإخفاقات في الماضي، فاحرص على التعلم منها ؛ بدلاً من التشكيك في قدراتك. بذلك، يمكنك أن تصبح شخصاً أفضل يتمتع بالثقة للمحاولة مرة أخرى أو المغامرة بفرص جديدة.
  • غيّر بيئة عملك لتصبح إيجابية: احرص على أن تُحاط بأصدقاء إيجابيين يستفسرون عن خططك وطموحاتك، فمثل هؤلاء سيدعمونك وسيعززون ثقتك بنفسك وبالتالي كفاءتك الذاتية.
  • احرص على التخلص من الضغوط النفسية: مجرّد شعورك بالقلق أو التوتر خلال يوم العمل سيجعلك أقل ثقة بذاتك. حاول التحرّر من هذه المشاعر السلبية عبر ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي. (Stefan James – How to Boost Your Self-Confidence).

المصادر:

[1] http://positivepsychology.org.uk/self-efficacy-definition-bandura-meaning/

[2] https://www.oreilly.com/library/view/from-fear-to/9781843345145/xhtml/B9781843345138500108.htm

[3] Author(s). (Year). Title of article/entry: Subtitle. In Title of online encyclopedia. Retrieved from URL of web site

[4] https://positivepsychology.com/self-efficacy/

[5] https://www.canaryhealth.com/mastery-experiences-drive-self-efficacy/

[6] https://www.edweek.org/education/opinion-vicariously-learning-experiences-why-arent-we-doing-more-of-those/2017/06

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة

دردش معنا
دردش معنا
Powered by